الجمعة، يونيو ٠٨، ٢٠٠٧

متر الوطن بكام



منذ نشر مقال الأستاذ فاروق جويدة فى جريدة الاهرام يوم الجمعة 1/6/2007 عن مشكلة أرض طابا، وتوالت التصريحات ما بين المسؤلين وتبادل الاتهامات والقاء كل شخص المسؤلية على الأخر. وانكارهم معرفتهم بالقضية التى كانت مرفوعة أمام مركز التحكيم الدولى فى واشنطن والذى أصدر قرار بتغريم مصر "500مليون دولار " (حوالى 300 مليون جنيه مصرى) بسبب تراجعها عن اتمام صفقة بيع 650ألف متر مربع فى طابا لصالح رجل أعمال مصرى يحمل الجنسية الايطالية لعمل مشروعات سياحية،والمفاجئة هى حصوله على هذه الأرض مقابل "مائة وخمسون قرشا"للمتر !! يعنى جنيه ونص يا جماعة للمتر .. يا بلاش

ومنذ نشر هذا النبأ السعيد،توالت التصريحات

فقد أنكر د/ممدوح البلتاجى (وهو وزير السياحة فى هذا الوقت ) أن يكون قد وقع على أى عقود مع هذا المستثمر، وأشار على أنه رفض طلب رئيس الوزراء د/ عاطف عبيد باتمام الصفقة مما أثار الخلافات بينهم ،حتى تدخل الرئيس مبارك (شكر الله سعيه) بقرار جمهورى بمنع بيع أراضى الدولة للأجانب

وطبعا رئيس الوزراء د/عاطف عبيد أنكر بدوره أن يكون قد وقع على تخصيص الأرض لهذا المستثمر،وأن هذا ليس من أختصاص رئيس الوزراء ،وأن البيع تم قبل توليه منصبه

ولن نغفل تصريح الشريك المصرى فى مكتبالمحاماة الذى قيل أنه يتولى القضية مدافعا عن الحكومة المصرية والذى موجود فى لندن ،والذى صرح بعدم علمه بوجود القضية فى المكتب أصلا بحجة أن القضايا الموجودة فى المكتب كثيرة ،والمحامين أيضا كثر
وكان رد المستثمر الايطالى على كل هذه التصريحات أن عقد البيع تم عام 89مع وزارة السياحة، وعندما قرر عام94 اشراك شركة اسرائيلية فى المشروع تم استدعائه من جانب وزير السياحة د/ممدوح البلتاجى وطلب منه اخراج الجانب السرائيلى ،وهو الذى تم فعلا على حسب قوله.. لكنه فوجىء بسحب الأرض منه وأعطائها لمستثمر أخر،وعلى الرغم من حصوله على أكثر من حكم بالتعويض من القضاء المصرى ،لكن لم ينفذ أى حكم فأضطر الى رفع دعوى أمام مركز التحكيم الدولى فى واشنطن،والذى أصدر هذا الحكم

وتعتبر هذه القضية ليست الوحيدة ،فيوجد دعاوى أخرى ومنها دعوى تعويض لصالح شركة فرنسية ،كانت قد وقعت عقد لشراء أراضى ميدان التحرير وتبلغ مساحتها (7000متر مربع ) بسعر (10آلاف جنيه للمتر) وهو سعر يقل خمس مرات عن السعر الحقيقى

بعد كل هذه التصريحات ،ووسط هذا التخبط والعشوائية التى أصبحت السمة الأساسية للحكومة الرشيدة،،لم تتضح الحقيقة وأعتقد أنها لن تتضح فى أى يوم من الأيام،ولم يجب أحد على كل الأسئلة التى تدور فى روؤس الكثيرين

من هو المسؤل الذى وقع عقد البيع؟
وعلى أى أساس يتم تحديد سعر الأرض،وطريقة بيعها؟
ومن الذى يسمح ببيع كل هذى الأراضى؟
وأعتقدأنه ليس مستبعد من الحكومة أن تجد أن المسؤل عن كل هذا هو الشعب المصرى،أو نجد مستثمرآخر أخذ تعويض بعد تراجع
الحكومة عن صفقة بيع الأهرامات وأبو الهول
حد يحب يشترى..

الجمعة، يونيو ٠١، ٢٠٠٧

هى دى مصر يا عبلة

فاكرين الجملة دى .. هذه الجملة الشهيرة التى وردت على لسان الفنان محمود ياسين فى نهاية فيلم السقوط الى الهاوية عندما نظر من نافذة الطائرة ومعه الفنانة مديحة كامل التى كانت متهمة بالتخابر مع اسرائيل ،وردد هذه الجملة.. هى دى مصر يا عبلة. ياترى مصر حاليا شكلها ايه


بنظرة سريعة سنجد الفساد وقد توغل فى كل بقعة فى هذا الوطن ، فسادواهمال تسبب فى موت الآلاف ، غرقا،وحرقا،وانتحارا أحيانا أخرى بسبب الفقر بدون أن يحاسب الجناه الحقيقيون الذين تسببوا فى موت هؤلاء الضحايا ، فساد تسبب فى منح قروض بالملايين لرجال أعمال ثم هربوا بالأموال خارج مصر ولم نسمع عن أنتحار أى مسؤل تسبب فى هذا على الرغم من أنتحار وزير الزراعة اليابانى بعد توجيه استجواب له فى البرلمان حول بعض المخالفات التى لم تتجاوز 230ألف دولار وليست ملايين الجنيهات


سنجد فئة قليلة تحكم وتتحكم وتمللك معظم ثروات هذا البلد،تعيش فى الفيلات والقصور،ولم تكتفى بما لديها بل ذهبت تبحث عن الجزر النيلية لبناء قصورها عليا،فئة أعتطها الحكومة كل التسهيلات والقروض لعمل مشاريعها ،تسهيلات لم تعطى للشباب لتحقيق أحلامه و طموحه


سنجد كل شىء يباع.. الأراضى ، والمصانع ، والبنوك،من دون أن يرجع عائد هذا البيع بأى فائدة تذكر على المصريين،وللاسف يتم البيع معظمه للاجانب وليس للمصريين. ولم يعد أى شىءله قيمة فىهذا البلد حتى البنى آدمين سواء كان داخل مصر أو خارجها بعد تعدد حوادث التعدى بالضرب على الدبلوماسيين المصريين فى الخارجولم تتحرك الدولة لأسترداد كرامتهم و كرامتها هى أيضا.وأخيرا أتفاق السيدة عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة بارسال 120 ألفسيدة مصرية جامعية الى السعودية للعمل بها كخادمات أو كما جاء فى الاتفاق مديرات منزل)!! وللأسف وأقول للاسف أنالفقر والحاجة للمال قد يجبر بعض الأهل على الموافقة على سفر بناتهن ، استنادا الى تصريحات الوزيرة أن التفاق الذى تم مع الجانب السعودى يحمى حقوقهن. بعد أن كانت مصر منارة العالم العربى أجمع، ومركز للثقافة والفن والعلوم،بعد كل المكانة الثقافية والسياسية التى كانت تتمتع بها مصر ، أصبحت الأن تصدر الخادمات للدول العربية. وبعد كل ذللك نتسأل عن سبب تراجع مكانة مصر فى العالم وفقد ثقلها السياسى


سنجد كل ذللك وفى المقابل لم نسمع من الحكومة غير تقارير وهميةعن أنتعاش الأقتصاد، وبناء المصانع، وتوفير فرص العمل،متجاهلين تقارير تؤكد ارتفاع معدلات الفقر والبطالة


ففى تقرير البنك الدولى الأخير حول التنمية فى العالميؤكد أن 70% من المصريين فقراء ،وأن نسبة البطالة تعدت30% وبالطبعأدى ّللك الى أنخفاض معدل الزواج فى عام2005 بنسبة 5% عنه فى عام 2004 حسب تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاءالمصرى

كما ذكر الجهاز أن12 مليون مصرى يعيشون فى العشش والجراجات و المقابر وتحت الكبارى.


فى الوقت الذى نرى فيه فى كل وسائل الاعلام العلانات المكثفة عن مدن خيالية بها كل وسائل الرفاهية من نوادى وسينم ومراكز تجارية لبيع الملابس ذات الماركات العالمية،وتباع بها الشقق والفيلات بالملايين ،لا اعلم لمن تبنى ومن الذين يسكنوا فيها،الم يكن من باب اولى أن يقام على هذه الأراضى الشاسعة منازل لمعدومى .. اقصد لمحدودى الدخل أو لساكنى العشش والمقابر،أو استثمارها فى مشاريع لتشغيل الشباب العاطلوأود أن أختم فى النهاية بمكالمة تليفونية كانت فى برنامج العاشرة مساء من أحد المصريين الذى يعمل امام مسجد ومرتبه 265 جنيه ولديه ثلاث أبناء، أثنان فى كلية الطب ،والثالث فى كلية الصيدلة،واضطر نظرا لقلة الاموال أن يجلس أبناءه سنتان من الجامعة ،بل وصاموا جميعا سنة كاملة بالاعياد للتوفير،وكان دعاءه أن يتوافاه الله فى يوم وفاة أحد المسؤلين الكبار (لأن ملائكة العذاب هيكونوا مشغولين بالمسؤل وهو هيدخل الجنة على طول) على حد قوله
ويبقى السؤال يا ترى هى دى فعلا مصر؟